الخبر الجزائري

حتلت الجزائر المرتبة الـ45 عالميا من حيث
عدد المشتركين في الفايسبوك، بحوالي 4 ملايين مشترك، وهو رقم ضعيف جدا،
بالنظر إلى عدد مشتركي باقي الدول العربية، وتحديدا مصر وتونس والمغرب
والسعودية. وتبيّن بأن أغلب المشتركين، من الذين لا يداومون على استعمال
الفايسبوك وفتح حساباتهم، من مجهولي الهوية وأسماء مستعارة، وأغلبهم من
الأطفال.
يمثّل عدد المشتركين في الفايسبوك ما يعادل نسبة 93 ,9
بالمائة من العدد الإجمالي للسكان. وتشير عدة تقارير وإحصائيات بأن عدد
المشتركين في موقع التواصل الاجتماعي الأكثـر استخداما مع تويتر، وصل
بالجزائر إلى ثلاثة ملايين و433 ألف شخص، منتصف السنة الجارية، أي بزيادة
قاربت النصف مليون مشترك، منذ بداية السنة. وتحتل الجزائر المرتبة 54
عالميا من حيث عدد المشتركين، حيث قفزت بدرجة واحدة في الترتيب الذي كانت
عليه خلال بداية السنة الجارية، وجاءت عربيا بعد كل من مصر والسعودية
والمغرب. وتبقى فئة الشباب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة، أول
الفئات نشاطا على الشبكة، بنسبة تقارب 42 بالمائة، تليها الفئة العمرية
بين 25 و34 سنة، بنسبة 27 بالمائة. أمّا المراهقون أو القصّر فيشكلون نسبة
19 بالمائة، وينقسمون إلى 12 بالمائة ضمن فئة 16 إلى 17 سنة، و7 بالمائة
ممن تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 15 سنة. ويوجد، أيضا، عدد معتبر من الأطفال
الذين يستخدمون الفايسبوك بأسماء مستعارة وشخصيات وهمية، بالنظر إلى أن
استخدام الأنترنت غير ممنوع على الأطفال، إلا في عدد من مقاهي الأنترنت.
ويرى المختصون بأن مثل هذه ''الحرية''، و''عدم تحديد سنّ معيّن لاستخدام
الفايسبوك من طرف الأولياء'' يعدّ، في حد ذاته، خطرا على سلامة الأطفال، من
عدّة جوانب تربوية ونفسية، بالنظر إلى استخدام الشبكة العنكبوتية
والفايسبوك، أيضا، من طرف أشخاص يعانون من الشذوذ والفساد الأخلاقي، ما
يجعل الأطفال ضحية سهلة لهم. وأشار علماء متخصّصون بجامعة أكسفورد
البريطانية إلى أن عقول الشباب والأطفال تفشل في تحقيق التطوّر العصبي
اللازم، بسبب إدمان عالم الأنترنت في سنّ مبكّرة، وأن الأطفال يتعرّضون
لمخاطر متزايدة، مثل الإصابة بالوسواس، وسوء ضبط النفس، وقلة الاهتمام
والبرود العاطفي بسبب إدمان مواقع الشبكات الاجتماعية، مثل ''تويتر''
و''فايسبوك''. وقالت بارونس جرينفيلد، أستاذة علم الصيدلة بالجامعة، بأن
المثير للقلق هو أن استخدام مواقع الأنترنت بشكل مفرط من قِبل الأطفال
والشباب، يجعلهم يعانون من انعدام الاتزان الذي يؤثّـر على قدرة المخ على
التطوّر، وذلك لأن مواقع الشبكات الاجتماعية تؤدي إلى نوع من السلوك الوهمي
غير السويّ، وهذا أمر تسهّله شبكة الأنترنت، لأنها تذلّل القيود تماما.