السبيل إلى صلاح المجتمع
أدرار : مراسل اليمامة بلوافي
عبدالرحمن بن هيبه
07/03/2013
إذا تحاورت في المجتمع
مع الناس ، سوف تجد أن جل أبناء المجتمع يطمحون إلى إصلاح المجتمع
، وهذا ما تجده يتداول بين الأفراد والجماعات في لقاءاتهم مع
بعضهم البعض في الأقوال ، لكن في العمل لتجد إلا قلة قليلة التي
تعمل من أجل ذلك ، وإن صلاح المجتمع يجب أن يبدأ بالفرد لأنه يعتبر
النواة الأولى لتكوين المجتمع ، لذلك فإن على الفرد إصلاح نفسه قبل
إصلاح غيره ، قال الله تعالى : ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون
أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )، وقال الشاعر :
ابدأ بنفسك فأنهها عن غيها****فإذا
انتهـــت فأنت حكـــيم
لتنهى عن خلق وتأتي بمثله****عار عليك
إذا فعلت عظيم
إن عملية إصلاح المجتمع
التي يتمناها الشخص ، عليه أن يبدأ بها من نفسه قال تعالى: ( إن
الله ليغيروا ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم ) ، فعملية التغيير تبدأ
من الشخص في حد ذاته ، فإذا استطاع الشخص أن يغير نفسه فإنه يستطيع
التغيير في المجتمع ، وإذا لم يستطيع أن يغير نفسه ليستطيع التغيير
في المجتمع ، ورد أن عقبة ابن أبي سفيان لما دفع ولده إلى المؤدب
قال له : (( ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بني إصلاح نفسك ؛ فإن
أعينهم معقودة بعينك ، فالحسن عند هم ما استحسنت والقبيح عندهم ما
استقبحت ، وعلمهم سير الحكماء وأخلاق الأدباء)) ، وعملية إصلاح
النفس لابد لها من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم
الآخر وبالقدر خيره وشره ، إيمانا يقف به المرء عند حدود الله ،
ويتعامل به في تعامله مع نفسه ومع غيره ، وبهذا صلح المجتمع الأول
لدولة الإسلام ، لان مراقبة الله في السر والعلن ، هي التي بها يتم
صلاح المجتمع ، يحكى أنه في زمن الخليفة عمر ابن الخطاب ، أن امرأة
طلبت من ابنتها خلط اللبن بالماء كي يزيد وتبيعه ، فقالت : الابنة
لأمها الخليفة عمر يمنع ذلك ، فقالت : لها الأم عمر ليرانا ، فقالت
: الابنة إذا كان عمر ليرانا فرب عمر يرانا ، فهذا هو الإيمان
بالله ، وهذه هي مراقبة الله ، فإذا كان إيماننا في هذا المستوى ،
فإننا نستطيع أن نكون مجتمع صالح ، وهكذا كان أسلافنا الذين كانوا
سادة الأرض ، قال الأمام مالك بن أنس : لن يصلح أخر هذه الآمة إلا
بما صلح به أولها ، والذي صلح به الرعيل من هذه الأمة هو العمل
بكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم .