يوم 16 1959

موضوع: يوم 16 1959 الجمعة فبراير 22, 2013 10:56 am

المجاهد في الصحراء الجزائرية

مقدمة
1959 خطابا جاء فيه "...باسم فرنسا -09- القي الجن ا رل دو غول يوم 16
وباسم الجمهورية ونظر السلطة التي خولها لي الدستور في استشارة المواطنين فإن أتعهد
إن بقيت حيا، واستجاب لي الوطن أن أطلب إلى الج ا زئريين في عمالاتهم الإثنتي عشرة
. أن يعبروا كما يريدونه، كما أطلب من الفرنسيين أن يصفقوا على ذلك الاختيار" 1
إن الدارس لهذا الخطاب يلاحظ أنه اعت ا رف رسمي بحق الشعب الج ا زئري في
تقرير مصي ره، إلا أن هذا الاعت ا رف يحمل بين ثناياه مؤامرة، فهو يركز على إثنتي عشر
عمالة، ويستثني عمالتين هما الساورة والواحات، لهذا فالخطاب يندرج في إطار السياسية
الفرنسية لفصل الصح ا رء فما هي أهداف فرنسا من هذه السياسة؟ وما هي م ا رحل تنفيذ
هذا المشروع؟ وكيف كان الرد الشعبي عليه من خلال مظاه ا رت 27 فب ا رير 1962
بورقلة كنموذج؟ هذا ما سنتطرق إليه في مقالنا هذا.
أهداف فرنسا من سياسة فصل الصح ا رء: .I
-1 الأهداف الاقتصادية:
اتضحت هذه الأهداف جليا بعد اكتشاف المواد الأولية التي يزخر بها باطن
المنطقة ويمكننا أن نتعرف على هذه الأهداف من خلال ما أورده "مجاهد مسعود" نقلا
عن أحد الكتاب الفرنسيين وهو "بيير كورنييه" صاحب كتاب الصحاري أرض الغد الذي
ي ؤكد: "إن الصح ا رء الأمل المرتقب لإنقاذ الإمب ا رطورية الفرنسية من الانهيار، لكونها
تزخر بثروات باطنية من خامات صناعية كثيرة كالفحم، ومعادن في كولمب بشار
وتندوف...ولكن الثروة الرئيسية في الصح ا رء تتمثل اليوم في الزيت والغاز بعد اكتشافهما
في حاسي مسعود 2 ،هذا الاكتشاف الذي اسأل لعاب ديغول وجعله يزور الجنوب في
مارس 1957 ،حيث أثنى على العمال واعتبر إن هذا الانجاز يمكن أن يغير مستقبل
فرنسا"
و لذلك أكد في مذك ا رته "...أن بوسعنا البقاء في الصح ا رء مهما حصل للحفاظ
. على أوضاع آبار البترول التي استخرجتاها " 3
2 -أهداف إست ا رتيجية وعسكرية:
تتضح هذه الأهداف من خلال ما أورده "كورنييه" في كتابه الآنف الذكر، إذ
يقول: "...إن للصحاري أهمية إست ا رتجية فهي تعوض القارة الأوربية عما يعوزها من
كفاية إست ا رتجية كما أنها يمكن أن تكون مق ا ر للقوات الاحتياطية، والقواعد الجوية وسائر

يوم 16 1959 Logos-1-011-293x300

موضوع: رد: يوم 16 1959 الجمعة فبراير 22, 2013 11:05 am

موضوع ممتاز...................................

وفي نفس اليوم

قال

الجن ا رل دو غول

-أهداف إست ا رتيجية وعسكرية:
تتضح هذه الأهداف من خلال ما أورده "كورنييه" في كتابه الآنف الذكر، إذ
يقول: "...إن للصحاري أهمية إست ا رتجية فهي تعوض القارة الأوربية عما يعوزها من
كفاية إست ا رتجية كما أنها يمكن أن تكون مق ا ر للقوات الاحتياطية، والقواعد الجوية وسائر

الخدمات التي تكون في مؤخرة القوات العاملة، إضافة إلى إمكانية استغلالها في
التجارب العسكرية، وزيادة على كونها معدة لتؤدي دو ا ر كبي ا ر في مستقبل التضامن بالقارة
. الإفريقية ونقطة اتصال بين مجموعة من الدول الإفريقية 4
إذا فإن فكرة الفصل تهدف عسكريا إلى الحفاظ على الم ا ركز العسكرية
التي أنشأتها فرنسا في الصح ا رء لإج ا رء التجارب المختلفة سواء كانت نووية أو
فضائية. 5
-3 الأهداف السياسية:
جاءت فرنسا بمناورة جديدة مفادها أن الصح ا رء بحر داخلي تتشارك فيه جميع
الدول المجاورة، محاولة بذلك تدويل القضية الج ا زئرية، كما أنها بذرت بذرة الخلاف حول
الحدود مستقبلا، وقد اعتبرت أن الاحتفاظ بالصح ا رء سوف يعزز مركز فرنسا في
القضاء على الحركات التحررية في إفريقيا حسب زعم "كورنييه" الذي يسترسل في أن
الصح ا رء سوف تلعب دو ا ر خطي ا ر في دعم السلام والرخاء وذلك عن طريق خلق
مؤسسات قادرة على مد الحضارة بعناصر النمو والازدهار، ويواصل المؤلف قوله
"...ستغري الثروات الباطنية رؤوس الأموال في أوربا الغربية وأمريكا مما يشد أزر
الامب ا رطورية الفرنسية ويمدها بالعون المالي والحربي والسياسي الذي يتعذر عليها بدونها
أن تواصل حربها في الج ا زئر.." 6
وبذلك يمكن الملاحظة ان فرنسا حرصت على الاستفادة من أرباح البترول
بجلب أ رس المال الأجنبي للخروج من ضائقتها المالية، كما أنها عملت على استعمال
هذه القضية الثورة عن طريق تأليب ال أ ري العام العالمي ضدها وعليه يمكن القول أن
قضية الفصل كانت عبارة عن مدفع وجهته ف رنسا لتصفية الثورة الج ا زئرية ،فما هي
م ا رحل تنفيذ هذا المشروع؟
م ا رحل تنفيذ مشروع فصل الصح ا رء: .II
إن اهتمام فرنسا بالمنطقة يعود إلى القرن 19 م نظ ا ر لأهميتها الإست ا رتجية في
استكمال احتلال الج ا زئر إذ أن احتلالها أفقد زعماء المقاومات الشعبية قاعدة خلفية
هامة، ومعينا لا ينضب من الرجال، وهو ما يفسر تناقص حدة هذه المقاومات باستكمال
احتلال الصح ا رء.
ومع تدفق أول قطرة نفط ازداد الاهتمام بالمنطقة وشرعت فرنسا في تهيئة
الأرضية لفصلها عن الشمال ففي 07 أوت 1957 صدر المرسوم الذي قسم المنطقة إلى

تحيا الجزائر